كنتُ القيسَ .. وكانت ليلى
كانتْ بحري وكنتُ النهرَ
كنتُ السرَّ .. وشوقاً فاضح
كانتْ روحي .. رئتي اليسرى
وكنَّا في شدتنا مركب
نخلق من أعيننا مرسى
كنتُ السهمَ وكانتْ قوسي
بها أشتعلُ وفيها أهدى
كانتْ بردي تحت الصيف
وكنتُ بها من بردي أدفى
كانتْ صمتي وكانتْ لغتي
كل حديثي فيها شعرا
كانتْ غربة .. وكانتْ قومي
كانتْ وطني وأرض المنفى
هي تذكرني أنا أذكرها
لا ننسانا إلا ذكرا
كنّا في دفترنا قصة
كل فصول القصة دهرا
هي معصيتي وأنا ذنب
وكل منا يهدي أجرا
كانتْ مطراً وأنا الزرع
كنتُ السيلَ وهي المجرى
عشقٌ راسخ .. مجدٌ باذخ
حالَ الحولُ وصرنا ذكرى
رحلتْ ليلى بعذرٍ مقنع
أفحمَ فكري وأشعلَ جمرا
قالتْ تبتُ .. فهل تسمحني
وتبتر حبل الرجعة بترا ؟!
إني أحبك .. ولا لن أقوى
فأغلق كل دروبك جهرا
أوصد دارك رغم العشق
حتى تبقى عني بمنأى
قلتُ لها : لا ألوي فراقاً
ولستُ بأخفي نية هجرا
لكن شكراً لك يا أنثى
كَوني عشقتك يكفي فخرا
صرتِ زوجة .. في مخدعه
فكنتِ الأصدق .. كنتِ الأوفى
رحلتْ طيري دون جروح
بئس الخبر ونعم الطيرَ
.
.
وآبل
0 التعليقات:
إرسال تعليق